ما هو إدمان التسوق؟
يعد هذا النوع من الهوس أكثر قبولًا اجتماعيًا من الأنواع الاخرى، فنحن الآن محاطون بالإعلانات التجارية التي تخبرنا دومًا بأنّ الشراء هو سبب السعادة، كما وأنّ البعض منا يقوم بالتسوق فقط رغبة في الحصول على ما يمتلكه الآخرون، حيث أصبحت التسوق مقياسًا للقيمة الاجتماعية للإنسان، وبهذا يعرف إدمان التسوق بأنه الشراء القهري كوسيلة لإرضاء أو تجنب المشاعر السلبية مثل القلق والاكتئاب، أو كوسيلة ترفيهية للترويح عن النفس، وهذا هو النوع الطبيعي الأقل ضررًا، حيث تكون آثاره قصيرة المدى، كما وسيشعر الفرد بالسعادة فور انتهائه من عملية التسوق ولكنه سوف ينعكس سلبيا بعد ذلك.
يبدأ إدمان التسوق عادة عند دخول الفرد سن المراهقة، ويزيد تدريجًا مع تقدمه في العمر، حيث غالبًا ما يُصحب هذا الإدمان باضطرابات أخرى مثل اضطرابات التوتر والقلق، اضطرابات النوم والأكل، اضطرابات الشخصية وما الى ذلك، فيكون التسوق حينها طريقة لتقدير ذاته والتغلب على الألم العاطفي لديه، على الرغم من انه قد يجعل الأمور أسوأ بالنسبة له وللآخرين، لذا اذا كان التسوق هو ما يشغل تفكير الفرد ووقته أو استخدامه كوسيلة للهروب من مشاكل حياته، فحينها قد يكون ذلك مؤشرًا على وصول الفرد الى حالة إدمان التسوق المقلقة، حيث يؤدي ذلك الى فرط انفاق المال في شراء أشياء غير مفيدة ولا حاجة لها أصلًا، الأمر الذي قد يفقده السيطرة على سلوكه وقدرته على توقف الشراء، ليدخل المتسوق عندئذ في أزمة مالية صعبة وحالة ندم وحزن شديد مع الشعور بالفراغ وعدم الرضا، حيث يحتاج الفرد حينها الى الدعم نفسي من الأشخاص المقربين، اضافة الى محاولة التحكم وتوعية الذات بأهمية معالجة هذه المشكلة عبر الاعتراف بها والابتعاد عن المظاهر الخادعة والمحفزات التي تجعلنا نتسوق بشراهة، اضافة الى تحضير قائمة المشتريات بشكل مدروس عبر ترتيب الأولويات وتحديد الهدف من التسوق.